سنة 1960.. يعنى بعد نهاية الحرب العالمية التانية تقريبا بـ 15 سنة.. فوجئت المخابرات الأمريكية بان دبلوماسي أمريكى شغال فى كندا.. خبطته عربية ومات.. حضرتك تقولى طيب وايه المشكلة يا أبو حميد.. بنى ادم عادى وخبطته عربيه.. الله يرحمه.. ايه الغريب فى الموضوع؟.. أقولك اتقل بس وأنا هشرحلك.. قبلها.. كانت هى هى المخابرات الأمريكية بتدور على مهندس كندى من أصل روسي.. اختفى فجأة من كندا.. فى الوقت اللى كان شغال فيه على تطوير جهاز تنصت جديد لسلاح الطيران والسفن الحربية.. راح فين المهندس؟.. محدش يعرف.. لكن مكنتش دى المشكلة.. المشكلة ان فى نفس وقت اختفاءه.. اتقتل مهندس كندى من أصل ألمانى.. وركز فى إن أصله ألمانى.. فى الوقت اللى كان شغال فيه على مشروع لتطوير أسلحة كيميائية تخص الجيش الأمريكي.. السلاح كان أمريكى لكن كان بيتصنع فى كندا.. كل ده سيدى المواطن حصل تقريبا كده فى كام شهر ورا بعض.. اللى هو المخابرات الأمريكية كانت هتتجنن.. شوفولنا ايه اللى بيحصل فى كندا.. الناس دى ماتت ازاى واللى اختفى ده راح فين؟..
المهم من هنا لهنا.. ظباط المخابرات الأمريكية.. اكتشفوا حاجه غريبة جدا.. اكتشفوا ان فى بنت بريطانيه.. كانت على علاقة بيهم كلهم.. خد بالك الـ 3 كل واحد فيهم كان شغال فى مجال مختلف عن التانى.. واحد فى الخارجية.. وواحد فى الاتصالات والتجسس.. وواحد فى تطوير السلاح الكيميائي.. فكان هنا السؤال.. ازاى البنت دى كانت على علاقه بيهم كلهم؟.. فى نفس الوقت اللى كانت فيه على علاقه بظابط مخابرات كندى؟.. وايه علاقة كل ده بالملابس الداخليه؟.. أقولك الله ينور عليك.. تعالا نبدأ من هنا..
سنة 1958.. يعنى قبل اللى حكيتهولك ده بسنتين بس.. وتحديدا الساعة 1 بعد نص الليل.. وهناك بعيد على الساحل الشرقى لانجلترا.. وفى قلب الظلمه.. تظهر غواصه مش رافعه أى أعلام.. وعلشان تبقى متخيل المشهد معايا بالظبط.. كل اللى ظهر منها بابها.. بابها بس اللى ظهر فوق سطح المايه.. وطلع منه 2 من الضفادع البشرية.. نزلوا المايه وفضلوا يعوموا لحد ما قربوا من الشط.. تقريبا كانوا على بعد 100 متر.. وهنا بالظبط.. فضلوا واقفين مستنيين إشاره من ورا الصخور اللى ماليه الشط.. لحد ما جت الإشارة.. كشاف فى وسط الظلمه نور 3 مرات ورا بعض.. وبعد ثوانى.. نور مرة رابعه.. شوية ونور بعدها مره واحده.. وبعد ثوانى.. نور 3 مرات ورا بعض.. اللى هو الإشارة وعكسها.. وهنا اتحرك ضفدع بشرى واحد ناحية الشط.. والضفدع البشرى التانى رجع تانى ناحيه الغواصه اللى بمجرد ما دخلها.. غطست فى المايه من جديد واختفت..
أما الضفدع البشرى التانى بمجرد ما وصل الشط.. وقابل العنصر اللى كان بينور له بالكشاف.. قلع بدلة الغطس.. وكانت المفاجأة.. الضفدع البشرى ما كان إلا بنت آيه فى الجمال.. كأن القمر نزل من السماء ومشى على الأرض.. لدرجة ان العنصر اللى قابلها انبهر بجمالها ونسي المهمة اللى متكلف بيها.. البنت لما شافته تايه.. صرخت فيه بكلمه واحده.. الطريق.. واضح انه كان متكلف باستلامها عند نقطه الإنزال.. وتوصيلها لنقطة التفعيل..
فعلا فاق لنفسه.. وخدها وصلها.. لكن هنا السؤال.. وصلها فين؟.. ومين دى أصلا؟.. والغواصه تابعه لأنهى جهاز مخابرات؟ والبنت نازله بريطانيا تعمل ايه إذا كانت حكايتنا عن كندا والمخابرات الأمريكية؟.. هقولك..
البنت الجميله دى.. هى الجاسوسة السوفيتية تانيا ماكوفنا راديونسكا.. واللى استخدمت اسم تانى خلال عمليتها ضد المخابرات الأمريكية فى كندا.. وهو اسم "إيلين ايستمان".. ايلين كانت بنت زى القمر.. اتدربت لفترة طويله فى مدارس المخابرات السوفيتية.. وهنا خلينى سيدى المواطن أقولك تفصيله مهمه عن مدارس المخابرات السوفيتية ممكن متكنش تعرفها.. وهى انهم بيهتموا شوية بنظام المحاكاة.. عارف انت مدينة الإنتاج الإعلامى عندنا فى مصر كده؟.. اللى بيصوروا فيها المسلسلات والبرامج.. عارفها؟.. تمام.. لو دخلت مدينة الإنتاج الإعلامى.. هتلاقيهم عاملين شوارع طبق الأصل من الشوارع الحقيقية فى كل أنحاء محافظات مصر.. يعنى مثلا عاوز تصور فى الأرياف.. مش لازم بقى تسافر لقرية من قرى مصر علشان تصور.. دلوقتى تقدر تروح مدينة الإنتاج هنا فى 6 أكتوبر.. وتدخل تصور فى الحى الريفي.. نسخه طبق الأصل من الأرياف.. وكذلك باقى الأحياء المصرية.. وهكذا..
نفس الحكاية فى مدارس المخابرات السوفيتية.. كان عندهم نظام المحاكاة ده.. يعنى بانيين أحياء كامله.. بالظبط زى الأحياء فى أمريكا وبريطانيا وكندا وغيرها من دول العالم.. طيب دى فايدتها ايه؟.. فايدتها انهم بييجوا على الجواسيس.. ويفرزوهم.. ده ملامحه انجليزيه.. يبقى يدخل يعيش فى الحى البريطاني.. الحى البريطانى اللى هو أصلا موجود عندهم فى مدارسهم جوه الاتحاد السوفيتى.. ده ملامحه تدى على جنوب أمريكا.. خدوه ع الحى الأمريكى.. وده شمسها فى سماره حتى لونه قمحى.. خدوه ع الحى المصرى.. وهكذا.. نظام المحاكاة فى المدارس السوفيتيه دى سيدى المواطن..صارم جدا.. ومنظم جدا.. التفاصيل فيه مهمه جدا.. لكن كل ده مش مهم.. أهم ما فيه.. هو ان الجاسوس لما بيدخله.. بينسوه جوه شوية.. بيعيش فتره حلوه.. تزيد أو تقصر حسب قدرة الجاسوس على التعايش مع الحى نفسه.. لأن كل اللى موجودين فى الحى من ظباط المخابرات السوفيتية.. بيتعاملوا مع الجاسوس كما لو كانوا مواطنين انجليز.. بنفس عادت وتقاليد الشعب الانجليزي.. بنفس لكنة الكلام.. حتى لو اللكنة مختلفة من جنوب بريطانيا لشمالها.. بيعلموه اللكنة اللى المفروض هيروح يعيش فيها.. كل ده علشان محدش يكشفه لما يزرعوه فى بريطانيا.. عملية معقده جدا.. ومتعبه جدا.. وممله جدا.. لكن نتايجها مضمونه جدا جدا.. زى ما هنشوف دلوقتى..
المصادر
كتاب قاتلة باردة الأعصاب للكاتب صالح مرسي
#المواطن_سعيد #جواسيس