رأى رئيس تحرير الأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال جان فغالي أن "العام 2024 هو عام مصيري بالنسبة إلى حرب غزة كما بالنسبة إلى لبنان، إذ ستكون مفصلية في مسألة إعادة تكوين السلطة وبالنسبة إلى الطرف الذي سيتولاها".
وفي مقابلة عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال فغالي: "عمليًا عندما يُنتخب رئيس للجمهورية وتُعين حكومة، يعاد تكوين السلطة وتملأ الشواغر، وفي حال نضجت الظروف يحصل إنتخاب الرئيس خلال 24 ساعة، ولكن إذا لم تنضج بعد، لن يفيد أي حراك يحصل، وحتى اليوم لم تنضج الظروف".
وأضاف، "بعد 7 تشرين الأول لا يمكن الحديث عن ترسيم للحدود مع إسرائيل، إذ بينها وبين لبنان 13 نقطة حدودية متنازع عليها، ولا يمكن البحث بأمرها والحرب قائمة، وأقصى ما يمكن أن يصل إليه الموفد الأميركي أموس هوكشتاين هو ضبط الصراع في الجنوب".
وتابع "لا يمكن الطلب من حزب الله تطبيق القرار 1701، فهذا القرار نظري حتى اليوم، ولم يطبق منذ إعلانه، والقوات الدولية في الجنوب غير فاعلة ولا تمارس دورها الحقيقي".
ولفت إلى أن "السيد حسن نصر الله أعلن في خطابه بالأمس أنه سيرد على عملية إغتيال الشيخ صالح العاروري، ولكنه لم يحدد عمليًا متى سيكون ذلك وكيف، وقد لا يفعل كما حصل في قضية مقتل عماد مغنية وقاسم سليماني".
وأكد أن "قواعد الإشتباك قد خرقت قبل عملية العاروري، وكلام نصر الله في الأمس فيه من المعنويات أكثر ما فيه من الوقائع، فحتى اليوم سقط لحزب الله ما يقارب الـ 140 عنصرًا، ووصلت العمليات الإسرائيلية إلى داخل الضاحية، ودخل الجيش الإسرائيلي برًا إلى شمال غزة لماذا لم يتدخل بعد؟ ورغم إعلان السيد حسن سابقًا عن أن محاولة قتل العاروري ستحدث زلزالاً إلا أن تهديده حتى اليوم بقي كلاميًا".
وأشار إلى أنه "في حال شعرت إسرائيل أن الجبهة اللبنانية قد تشكل لها خطرًا وجوديًا، لن تتوانى عن شن حرب ضدنا، وهذا تمامًا ما شعرته لدى إختراق حماس لغلاف غزة، وبالتالي لا خطر وجودي على إسرائيل عبر القصف الحدودي المتبادل".
وإعتبر أن "المنطقة تحولت اليوم من وحدة الساحات إلى تعدد الجبهات، وإقفال الملاحة الدولية في البحر الأحمر لا يؤثر على إسرائيل وحدها إنما على الدول كافة، وإيران تستخدم الحوثيين في هذا الموضوع للضغط على الولايات المتحدة الاميركية، أما حزب الله فلم يواجه الإسرائيليين كما واجههم في العام 2006، لأن المطلوب، بحسب زوير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن تبقى الأمور منضبطة".
وأردف قائلاً، "إيران موجودة داخل الصراع، وهي تعلم أن إسرائيل والولايات المتحدة يعرفان جيدًا أنها خلف ما يحصل، وهي تتحمل وزر ذلك، والرد على إيران يتم عبر الرد على أذرعها".
وأوضح أنه "حتى اليوم نصب المدافع لم يأخذ مداه بعد، وبالتالي لم نصل بعد إلى طاولة المفاوضات، وعندما تبدأ المفاوضات سنشعر أن الحل بات قريبًا، واليوم التالي لغزة لم يأتِ بعد، وما بدأ في غزة لن ينتهي كما بدأ، ما قامت به حركة حماس كان يهدف إلى أخذ رهائن بهدف التبادل وليس البقاء داخل الغلاف، وردة الفعل الإسرائيلية كانت أعنف مما توقعته الحركة".
وشدد على أنه "مع بدء المفاوضات لا بد من البحث عمن يجلس على الطاولة من الجهة الفلسطينية، هل ستكون الحركة أم السلطة؟ وهل ستقبل إسرائيل التفاوض مع حماس؟ وهل سيجلس رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنمياهو من الجهة الإسرائيلية أم أحد غيره؟ ومَن مِن الدول العربية سيشارك، وهل سيبحث الموضوع الفلسطيني فقط؟ وماذا عن إعادة الإعمار من سيتولاها، ونصف غزة غير قابل للسكن؟".
وختم فغالي بالإشارة إلى أن "العام 2024 سيكون عامٍا مصيريًا ومفصليًا، سيبين واقع السلطة في لبنان وغزة وسوريا المفككة، وكيف سيتم التعاطي مع أوضاع كل دولة من هذه الدول".