رأى الكاتب والباحث السياسي أمين قمورية أن "مسألة المضائق لا تهاون فيها دوليًا، سواء كان مضيق باب المندب أم مضيق هرمز، وأمانها وسلامة وإستقرار الملاحة فيها هي أحد الأسباب الأساسية في الإتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية".
وفي مقابلة عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال قمورية: "من يملك السيطرة على مضيق يملك قوة أهم من إمتلاك القنبلة النووية، فكم بالحري إذا كان يسيطر على مضيقين؟ والضربة على اليمن هي رسالة من الأميركي لمن يهمه الأمر تقول، أن السيطرة على المضائق ستكلفك غاليًا، لأنك تلعب بشريان حيوي عالمي".
وإعتبر أن "لدى الحوثي إستقلاليته وعناده، وإيران لا تسيطر على قراراته بالكامل، وهو يعيش في الجبال، وليس من السهل القضاء عليه، والتعامل معه عسكريًا على يد الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل، قد يؤدي إلى بداية صراع أبعد من غزة، وهذا ما يخشاه الجميع".
وأكد أن "الولايات المتحدة وإيران لاتريدان الحرب، وحدها إسرائيل تريدها، ولكن موضوع باب المندب يدق جرس الإنذار محذرًا من حرب شاملة".
وكشف انه "في فترة الحرب السورية حصل إنفلاش لدى حزب الله، مما أدى إلى إزدياد الخرق في داخل صفوفه، والظروف الإقتصادية اللبنانية تساهم في ذلك، والحساسيات الداخلية كبّرت فتيل الإختراق".
وتابع "إعتبرت إسرائيل أنه بعد إنسحابها من لبنان، ستتفكك المقاومة ولكنها فوجئت في العام 2006 أنها مستمرة، لذلك فتحت أعينها، ولكن في غزة حصل فشل إستخباراتي هائل لدى قيام عملية الطوفان، وفشلت كذلك في تحديد أماكن الأسرى لإسترجاعهم، فعوضت عن هذا الفشل في لبنان".
وأوضح أنه، "لا يمكن أن نغفل التفوق التكنولوجي لدى إسرائيل بقدرتها الذاتية، وبالدعم الغربي لها، وهذه القوة تصطدم بمقاومة هائلة على قطعة صغيرة من الأرض، فما بالها لو حاولت أمراً ما في جنوب لبنان؟".
وأشار إلى أن "الوضع حساس وحرج، لمن تشتكي والعالم كله يحمي المعتدي؟ فحزب الله لا يمكنه إلاً المساعدة، وهو في الوقت عينه لا يمكنه الذهاب في المعركة بعيدًا لأنه لا يريد حربًا مدمرة، وهو يعرض وقف إطلاق النار في غزة مقابل التفاوض، ولكنهم لن يتوقفوا، وبالتالي لا يمكن القبول بالمبادرة الأميركية على حساب غزة".
وأضاف، "مبادرة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين بخصوص ترسيم الحدود البرّية كانت مطروحة قبل حرب غزة، واليوم تُستعمل كشماعة عبر مقولة إبتعدوا وتراجعوا ونعطيكم".
ولفت إلى أن "مكمن القوة في الدعوى المقدمة من قبل دولة جنوب افريقيا ضد إسرائيل، هي أنها تعطي حق الدفاع عن النفس للمقاوم وليس للمحتل، والإسرائيلي يمارس حرب إبادة مكتملة الشروط ، وسيجند كل إمكاناته كي يتم وصف الحرب على أنها حرب معادية للسامية".
وأكمل، "في حال توصلت المحكمة إلى قرار بإدانة إسرائيل، يكون إنتصارًا مهمًا للقضية الفلسطينية، وقد تطال هذه الإدانة الولايات المتحدة أيضًا على أنها ساعدت ودعمت".
وختم قمورية بالإشارة إلى أن "الضفة منهكة، وأراضيها مغتصبة ومصادرة، وهي في رأي الإسرائيلي ممنوع أن تكون للفلسطينيين، لأنها تشكل مجالاً حيويًا للدولة العبرية".