كيف تقوم الساعة يوم الجمعة ، ويوم الجمعة يختلف باختلاف الأقطار والبلدان ؟
08-06-2016
السؤال 245927
كان لي استفسار عن قيام الساعة في يوم الجمعة : هل سيكون يوم الجمعة في مختلف البلدان أم المقصود بلد واحد كمكة ؟ ، علما بأن الساعات تختلف بين بلد وآخر ، حتي قد يختلف إلى أربعة عشر ساعة فيكون بالتوقيت في بلد ما يوم الاثنين وفي الآخر الأحد ، هذا السؤال لمعرفة الرد على الملحدين على هذه الشبهة.
الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة
موضوع متعلق
الجواب
الحمد لله.
تقوم الساعة يوم الجمعة ، وهو يوم واحد في كل العالم .
روى النسائي في " السنن " (3/ 127) ، وابن حبان في "صحيحه" ( 2772 ) ، والحاكم في " المستدرك " (1030 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ؛ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ ، إِلَّا ابْنَ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا مُؤْمِنٌ ، وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا شَيْئًا ؛ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) .
قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، والحديث صححه الألباني في " إرواء الغليل " برقم : (773).
وقيام الساعة من أمر الله الذي لا يعلمه على الجلية والتعيين إلا هو سبحانه وتعالى ، وقبيل قيامها يتغير نظام العالم ، من الليل والنهار ، والشمس والقمر ، والنجوم والأفلاك ، ولا يقاس ذلك اليوم بهذه الأيام التي نحياها ، فإنه بقيام الساعة يتغير العالم العلوي والسفلي .
فأمر الساعة أمر عظيم ، وشأن مهيب ، يختلف فيه الحال عما هو عليه الآن ، فليس الزمان كالزمان ، ولا الليل كالليل ، ولا النهار كالنهار ، ولا الأفاك كالأفلاك ، إنه خراب الأرض وزوالها ، وزوال أملاكها وأفلاكها ، وبحارها وجبالها ، فلا يعلم حقيقة الحال يومئذ إلا الله ، وليس علينا إلا الإيمان والتسليم .
بل أدل من ذلك كله : أن التوقيت الذي يوقته الناس سوف يختل أمره ، لأن مبناه على طلوع الشمس وغروبها ، وذلك كله سوف يتغير قبل أن تقوم الساعة :
روى البخاري (3199) ، ومسلم (159) ، واللفظ له ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: ( أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟ ) ، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي ، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا ، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً ، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا ) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ ؟ ذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا [الأنعام: 158] ) .
فإذا اختل نظام الشمس ، طلوعها وغروبها ؛ فكيف يُتحكم بنظام مبني على حركتها ، وطلوعها ، وغروبها ؛ وحال ذلك كله ، في ذلك الحين : لا يعلمه إلا رب العالمين ، علام الغيوب ؟!
إن على العبد أن يستدرك ما فاته من أمره ، ويتدراك نفسه بالتوبة النصوح إلى الله جل جلاله ، قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه التوبة ، ويسارع إلى ربه بالعمل الصالح ، قبل أن يأتي زمان ، لا ينفع فيه العبد أن يصلح من أمره ، ما أفسده في الزمان الأول .
وانظر جواب السؤال رقم : (8398) .
والله تعالى أعلم .
الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة
هل صحيح أن القيامة ستقوم يوم الجمعة 10 محرم
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب
التصنيفات
أرسل سؤالاً
جديد الإجابات
تعرف على الإسلام
كتب
مقالات
عن الموقع