قال تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (يوسف 111)
وفي قوله {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى} نجد أن قصة يوسف حدث حقيقي لم يتم تزويره،
ومنه نفهم أن {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (لقمان 6)
حيث نرى من اشترى لهو الحديث وضل عن سبيل الله عبر أحداث كثيرة في تاريخنا، منها على سبيل المثال ما صدعتنا به كتب التاريخ، عن عمر بن عبد العزيز، حيث تروي القصص كيف عم الرخاء في عهده، ولم يبق محتاجاً، حتى أن الناس كان يخرجون لأداء الزكاة فلا يجدون فقيراً في طول البلاد وعرضها، فيعرضون تزويج الشباب فلا يجدون من هو في حاجة، حتى قال عمر بن عبد العزيز "انثروا الحب على رؤوس الجبال كي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين" علماً أن بلاد المسلمين في حينها كانت تمتد من خراسان إلى المغرب، وهذه القصة فيها مبالغة كبيرة، وما هو صحيح أن عمر بن عبد العزيز كان معروفاً بالنزاهة والزهد، وقد أعاد ما أخذه بنو أمية من أموال لأصحابها، مما أوغر صدوربني أمية عليه وعلى من نصحه بذلك، وهو غيلان الدمشقي، فقطعوا لسانه وصلبوه على الباب الشرقي في دمشق، بعد وفاة عمر.
وحديث يضل به الناس إلى يومنا هذا هو كربلاء، و"ثارات الحسين وزينب" تشهد على ذلك، واليوم يُقتل الكثيرون وتحتل البلدان بناءً على هذا الحدث، علماً أن المعنيين بالموضوع ماتوا منذ قرون، وإذا كان الأمويون مسؤولين عن مقتل الحسين فقد أبيدوا عن بكرة أبيهم، ولم يبق منهم سوى شخص واحد هرب إلى الأندلس.
واعتمد السادة الفقهاء الآية (لقمان 6) للبرهان على أن الموسيقا حرام باعتبارها "لهو الحديث"، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل سمعتم يوماً أن صوت فيروز قد قتل أحد؟
..........................................................................الدكتور محمد شحرور .