رأى الباحث والكاتب السياسي مكرم رباح أنه "عندما يقرر الإسرائيليون إغتيال إحدى الشخصيات، تتم المصادقة على القرار من قبل الحكومة الإسرائيلية، وما إغتيال الشيخ صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت إلاّ رسالة واضحة مفادها، نحن نستطيع أن نطال أي مسؤؤل نريد في أي مكان نريد، والإسرائيليون قادرون على الوصول إلى السيد حسن نصرالله في حال إتخذ القرار بذلك".
وفي مقابلةٍ عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال رباح: "تلطّف الله بنا ولم يقتل بالعملية أي مدني لبناني، ذلك أن الحزب وأتباعه يستعملون المدنيين والمناطق السكنية كدروع لمقراتهم العسكرية".
وتابع، "صحيح أن العملية العسكرية الإسرائيلية فيها خرق للسيادة اللبنانية ولكن الدولة اللبنانية نفسها لا تحترم سيادتها كي تحترمها إسرائيل".
وإعتبر أنه "في كل مرّة يُطِل فيها السيد حسن نصرالله على الشاشات، يكرر نفسه وأقواله، وفي رأيي، المقاومة ليست جدية في حربها ضد إسرائيل، والسيد يماطل كي يكسب الوقت ويقبض ثمن حربه في الجنوب من الموفد الأميركي أموس هوكشتاين، وقد باعه النفط سابقًا".
وأضاف، "ما حصل في عملية طوفان الأقصى هو أكثر من عملية عسكرية، فحماس قضمت قضمة أكبر من طاقتها ولم تستطع بلعها، ولبنان صندوق بريد يتحمل شظايا كل ما يحصل في الخارج فتطاله تداعياته".
وكشف أنه "سيحصل علينا غزو غير تقليدي، وسيعزل لبنان بالكامل عن الخليج وعن الإقتصاد العالمي، وقد أصبحنا منصة لحزب الله، أضف إلى أنه هناك قناعة إسرائيلية بوجوب القضاء على الحزب، وسيكون لبنان هو التالي بعد غزة، ويجب أن نتحضر".
وأكمل، "يراهن الفرس على دماء العرب، ولو كان العاروري شيعي وليس سني لقامت القيامة، والملفت هو أنه تبين أن إسرائيل إنتظرت حتى خروج عناصر حزب الله من مبنى الضاحية قبل إستهدافه".
وأردف، "كل تصرفات حزب الله تؤكد أنه عبد لإيران، وكل مشروع مقاومة لا يهدف إلى السلام في نهايته، هو مشروع فاشي، والطريقة التي ينتهجها السيد حسن، ستوصلنا إلى القبر وليس إلى تحرير القدس، وإن كانت لديه النظرة المهداوية في مقاربة الأمور، نحن بالمقابل طلاب حياة ونريد العيش بسلام لا الإستشهاد".
وأكد أنه "لا يمكن تدمير إسرائيل من قبل أشخاص يشبهونها، وحرب غزة لا يجب أن تكون حربًا دينية، إنما حرب كرامة الفلسطينيين، وعودة حقهم بأرضهم وبدولتهم، نحن نطمح أن يعيش الجميع بكرامة وبحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ضمن حل الدولتين، فالحق الفلسطيني حق مقدس والسيطرة الإيرانية ليست مقدسة".
وأشار إلى أن السيد نصر الله، "سيستفيد من موت العاروري لأن حزب الله يريد لجم كل الحركات التحررية كي يسيطر عليها وتصبح تحت وصايته، ولا اعتقد أن هذا الإغتيال سيؤثر تصعيدًا على جبهة الجنوب".
ولفت إلى أن "الذي قتل النائب محمد شطح هو سعيه إلى تطبيق القرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية بما فيها الحدود الشرقية مع سوريا، علمًا أن هذا القرار الذي يرفض حزب الله تطبيقه اليوم، وجد لأجل إنقاذه مما ورط نفسه به في العام 2006 ".
وشدد على أن "الإيراني يلعب على البارد، ولا إمكانية لتسوية كبرى بوجوده، فإيران لا تستفيد من شرق أوسط يعم فيه السلام، وحزب الله عبد لها، وصالح العاروري أشجع من السيد نفسه".
وختم الكاتب السياسي مكرم رباح بالتشديد على أن "سياسة التخوين تؤدي إلى مزيد من الإحتقان، ولا يمكن فرض أية فكرة من خلال القوة والسلاح، وما يدور حولنا هو حفل من الجنون".